جعفر بن محمّد الصّادق عليهالسلام فقلت ، الملائكة أفضل أم بنوا آدم؟ فقال : قال أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليهالسلام ، انّ الله عزوجل ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركّب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم (١).
وفي المروي في تفسير الامام والاحتجاج عن أبي محمّد العسكري عليهالسلام في خبر طويل يذكر فيه أمر العقبة انّ المنافقين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبرنا عن عليّ اهو أفضل أم ملائكة الله المقرّبون؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وهل شرّفت ملائكة الله إلّا بحبّها لمحمّد وعليّ ، وقبولها لولايتهما أنّه لا أحد من محبّي عليّ عليهالسلام وقد نظف قلبه من قذر الغشّ والدّغل والغلّ ونجاسة الذّنوب إلّا لكان أطهر وأفضل من الملائكة ، وهل أمر الله الملائكة بالسّجود لآدم إلّا لما كانوا قد وضعوه في نفوسهم انّه لا يصير في الدّنيا خلق بعدهم إذا رفعوا عنها إلّا وهم يعنون أنفسهم أفضل منهم في الدّين فضلا ، وأعلم بالله وبدينه علما ، فأراد الله تعالى أن يعرّفهم انّهم قد أخطئوا في ظنونهم واعتقاداتهم ، فخلق آدم وعلّمه الأسماء كلّها ثمّ عرضها عليهم فعجزوا عن معرفتها ، فأمر آدم أن ينبئهم بها وعرّفهم فضله في العلم عليهم.
ثمّ أخرج من صلب آدم ذرّيّة منهم الأنبياء والرسل والخيار من عباد الله ، أفضلهم محمّد ثمّ آل محمّد صلّى الله عليهم أجمعين ، ومن الخيار الفاضلين منهم أصحاب محمّد وخيار أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله ، وعرّف الملائكة بذلك انّهم أفضل من الملائكة إذا احتملوا ما حملوه من الأثقال وقاسوا ما هم فيه من تعرّض أعوان
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٦٠ ص ٢٩٩ عن العلل ج ١ ص ٤.