والنكبات فقد احتمل في جنب محبّتي ما لم تحتملوا واكتسب من القربات إليّ ما لم تكتسبوا ، فلما عرّف الله ملائكته فضل خيار أمّة محمد صلىاللهعليهوآله وشيعة عليّ عليهالسلام ، وخلفائه عليهمالسلام عليهم ، واحتمالهم في جنب محبّة ربّهم ما لا تحتمله الملائكة أبان انّ بني آدم الخيار المتّقين بالفضل عليهم فلذلك.
ثمّ قال فاسجدوا لآدم لما كان مشتملا على أنوار هذه الخلايق الأفضلين ، ولم يكن سجودهم لآدم ، إنّما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عزوجل ، وكان بذلك معظما له مبجّلا ، ولا ينبغي لاحد أن يسجد لأحد من دون الله تعالى يخضع له خضوعة لله ويعظّمه بالسجود له ، كتعظيمه لله ، ولو أمرت أحدا أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلّفين من شيعتنا أن يسجدوا لمن توسط في علوم علي وصّي رسول الله ومحّض وداد خير خلق الله عليّ بعد محمّد رسول الله واحتمل المكاره والبلايا في التصريح بإظهار حقوق الله فلم ينكر عليّ حقّا ارقبه عليه وقد كان جهله او اغفله (١). الخبر وهو كما ترى صريح في تقرير الحجّة المذكورة بأتمّ بيان وأحسنه ، بل فيه دلالة ظاهرة على تفضيل الفاضلين من شيعتهم على الملائكة ، ويظهر ذلك أيضا من بعض الاخبار المتقدّمة الدّالة على أنّ الملائكة لخدامهم وخدّام محبّيهم ، ومن العلوي المروي عن «العلل» (٢) من فضل بني آدم على الملائكة معلّلا بما مرّ.
بل عن صحيفة الرضا بالإسناد عنه عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام عن النّبي صلىاللهعليهوآله قال : مثل
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١١ ص ١٣٦ ـ ١٣٨ عن تفسير الامام عليهالسلام والاحتجاج.
(٢) البحار : ج ٦٠ ص ٢٩٩ عن العلل ج ١ ص ٤.