المؤمن عند الله كمثل ملك مقرّب ، وإنّ المؤمن عند الله عزوجل أعظم من الملك ، وليس شيء أحبّ إلى الله من مؤمن تائب او مؤمنة تائبة (١).
وعنه بالإسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ المؤمن ليعرف في السّماء كما يعرف الرجل أهله وولده ، وانّه أكرم عند الله عزوجل من ملك مقرّب (٢). إلى غير ذلك ممّا يستفاد منه فضل المؤمن على الملائكة ، أو الملك المقرّب ، وان لم أجد في ذلك كلاما محرّرا لأحد من الأصحاب ، نعم قال المجلسي رحمهالله : لا خلاف بين الاماميّة في أنّ الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام أفضل من جميع الملائكة ، والأخبار في ذلك مستفيضة ، وامّا سائر المؤمنين ففي فضل كلّهم أو بعضهم على جميع الملائكة او بعضهم فلا يظهر من الآيات والاخبار ظهورا بيّنا يمكن الحكم بأحد الجانبين ، فنحن فيه من المتوقفين (٣).
وفيه انّه لا ينبغي التّأمّل في فضل بعض المؤمنين على كثير من الملائكة ، لو لم نقل كلّهم بعد دلالة الاخبار المتقدّمة ، مع انّه قد روي عن الصادق عليهالسلام انّه قال : إنّ في الملائكة من باقة بقل خير منه (٤) ، ولا في فضل بعض الملائكة كحملة العرش والعالين وروح القدس وغيرهم على كثير من المؤمنين لو لم نقطع بفضلهم على غير المعصومين عليهمالسلام وإنّما الكلام في المتوسّطين عن الفريقين ، وردّ العلم في ذلك إلى أهله أوفق بالاحتياط وأقرب إلى النّجاة.
__________________
(١) صحيفة الامام الرضا عليهالسلام : ح ٢٧ وعنه البحار ج ٦٠ ص ٢٩٩ ح ٦.
(٢) الصحيفة : ح ٣٦ وعنه البحار ج ٦٠ ص ٢٩٩ ح ٧.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٧ ص ٢٨٥.
(٤) البحار : ج ٥٧ ص ٣١٣.