يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (١٠٦) و (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) (١٠٧).
إذن فكلمة" الدين" تشير ولو بطرف خفي إلى هذا العدل. فهي إذن هنا أنسب من كلمة" القيامة" أو" يوم الحساب" ونحو هما لا سيما بعد تلك المسيرة الطويلة عبر النعم والألطاف الإلهية ، بدء من بسم الله الرحمن الرحيم ، وانتهاء بصفتي الرحمانية والرحيمية.
لأن هذا" الدين" قد استبطن العدل من موقع كونه تعالى ، حكيما. فإذا دخلت إلى محكمة يوم الدين من باب الرحمانية والرحيمية ، فإن باستطاعتك أن تجعل نتيجة هذه المحكمة لصالحك. إذا كنت ممن يستحق الرحمة.
مالكية الله سبحانه للدنيا :
وأما لماذا لم يشر الله سبحانه هنا إلى مالكيته للدنيا أيضا ؛ فقد تقدم : أنه تعالى بعد أن أشار إلى رعايته وتربيته للعالمين من موقع الربوبية ، قد أراد أن ينقل هذا الإنسان إلى يوم الجزاء ، حيث يجد نفسه فاقدا لأي لون من ألوان المالكية. ولا يمكنه إلا أن ينقاد لإرادة الله سبحانه ، حيث تجري عليه أحكامه.
__________________
(١٠٦) سورة الزلزال ، الآيتان ٧ و ٨.
(١٠٧) سورة الرحمن ، الآية ٦٠.