والجواب :
إن التعدية المباشرة تشير إلى الهداية الحسية ، أما التعدية بإلى. فتشير إلى الهداية الإرشادية. أي أن الأولى تصلك بالصراط المستقيم ، فتلمسه بيدك. والثانية ترشدك إلى الصراط ، وتدلك عليه ولو من بعيد.
ومن الواضح : أن الهداية الحسية التي يتجسد الواقع فيها أمامك أشد إغراء ودعوة. وهي التي يحصل فيها الإنسان على السكون واليقين ، بصورة اعمق وأشد. وهي الأقوى والأجلى والأوضح. ثم هي الأضمن للوصول. من أية هداية أخرى. وهي أقصى درجات الهداية ، وأشدها قطعية.
ونحن بحاجة ماسة إلى هذا الضمان ، وإلى السكون والاطمئنان ، لخطورة الأمر ، من حيث كونه يتعلق بمصير الإنسان ، وبكل حياته ووجوده وحركته.
فكأنه قال : اجعلنا نتحسس الصراط بصورة مباشرة ، ولا تكتف بمجرد الدلالة الإرشادية إليه ، لأننا نريد أن نسلكه ، لنصل منه إلى الهدف الأسمى ، والغاية الفضلى.
مناقشة وردّها :
وقد يقال : إننا لا نجد فرقا بين قولنا دخلت الدار ، ودخلت إلى الدار ونقول :