وإن كانت محدودة وفق ما يتوافر من إمكانات وطاقات ، لا من موقع فرديتنا ، ولأجل ذلك نجده تعالى يركز على هذه الناحية ، فهو (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ*) (٨٧) وهو (رَبِّ الْعالَمِينَ*) (٨٨) و (هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) (٨٩).
الكون المتوازن :
ونحن إذا دققنا النظر في هذا الكون الفسيح ، فإننا لا نجد سوى التوازن الدقيق والانسجام والتناسق الظاهر في كل مزاياه وزواياه ، والكل يسير باتجاه الهدف المحدد ـ كل ميسر لما خلق له ـ ولا يتخلف عن هذا الأمر إلا هذا الإنسان الذي يتعامل الكثيرون من أفراده بخصوصيتهم الفردية والشخصية ، ومن منطلق الأنا.
ولنضرب مثالا توضيحيا لما نريد تقريره هنا :
لنفترض شجرة تنمو وسط مجموعة من مثيلاتها في حديقة أو بستان.
__________________
(٨٧) سورة الشعراء ، الآية ٢٦. والصافات ١٢٦.
(٨٨) الآيات القرآنية المتضمنه لهذه العبارة كثيرة جدا.
(٨٩) سورة الأنعام ، الآية ١٦٤.