وهذا يفسر لنا إضافة" أل" الاستغراقية أو الحقيقية إلى كلمة" حمد" ، فقال : " الحمد".
الحمد والرحمة بداية ونهاية :
والملفت للنظر هنا : أنه سبحانه تعالى قد أفهمنا أن" الرحمانية والرحيمية" كانت هي البداية كذلك كانت هي النهاية. حيث قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
أي أننا حين نجعل اسم الله ملابسا وليس ـ فقط ـ مصاحبا لكل شيء ، فإننا ندخل ونصل إليه من باب الرحمانية والرحيمية ، ونستمد منه كل خير. حتى إنه هو الذي يستحق الحمد الحقيقي ، أو يستحقه بجميع مراتبه وأفراده. ونبقى مع هذه الرحمة حتى نصل إلى النهاية. أي أننا مع الرحمة منذ بدء خلقنا مرورا بالرازق ، والمعافي ، والشافي ، والمربي ، وو .. وانتهاء بالتواب والغفور .. ثم تكون النهاية الرحمة أيضا. فلا بد أن يكون الحمد أيضا هو النهاية ، كما كانت البداية هي الحمد. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
إذن ، فالله سبحانه يريد أن يهيئ الإنسان لأن ينظر إلى كل حياته ، وكل آفاقها في بداياتها وفي سيرها التكاملي ، ثم في نهايتها ، نظرة شمولية ، مستوعبة ، وواعية وعميقة ، تربط الأمور بأسبابها ، ثم بنتائجها. إنه سبحانه يريد لهذا الإنسان أن يفتح عينيه على