إذن فنحن أمام حقيقة قرآنية هي : أن جميع المخلوقات لهد درجة من الشعور والإدراك ، بحيث تسبح الله ، وتسجد له ، وتشفق من بعض الأمور ، وتقبل وترد بالاختيار والإرادة. ولكن كيف يتم ذلك!! هذا ما لا نعلمه ، وقد لا يتسنى لنا العلم به وبحقيقته وكنهه ، ومستوياته.
الثاني : تكامل الإدراك والشعور ومستواه :
ويبقى أمامنا سؤالان : الأول : عن مستوى ودرجة شعور وإدراك الموجودات ، من الجماد والنبات ، وغيرهما.
الثاني : هل هذا الإدراك والشعور فيه قابلية النمو والتحول. أم أنه مقفل ومحدود في هذه الناحية؟
والجواب على كلا السؤالين هو : أننا لا نملك الكثير من المعطيات التي تجعلنا قادرين على إعطاء إجابة قاطعة في هذا المجال. بل إن أكثر ما نعرفه في هذا المجال ، هو نفس ما حدثنا عنه القرآن الكريم ، ونبي الإسلام العظيم. ولأجل ذلك فنحن لا نتشجع كثيرا للبحث في هذا الأمر ، لأننا غير قادرين على إغنائه بالشواهد والدلائل التي نتجاوز من خلالها حدود المعارف التي رآنا الله أهلا لأن يخاطبنا بها في آياته الكريمة ، وعلى لسان نبيه العظيم. ولم يذكر لنا أكثر من كونها لها درجة من الشعور ، وأنه تعالى رب لكل شيء أما كيف؟ وإلى أي مستوى؟ وأي حد؟ فذلك ما لم يفصح لنا عنه القرآن الكريم.