فَادْعُوهُ بِها) (٣٧) حيث جعل الله الأسماء الحسنى وسيلة إلى ندائه تعالى ـ ان كان المعنى : نادوه بها ـ أو وسيلة للتوصل إلى نيل رضاه سبحانه ، فلو كان الاسم عين المسمى لم يصح الأمر بدعاء الله بها ، ولم يصح إضافتها ونسبتها إليه تعالى.
الأسماء الحسنى وسيلة الدعاء
أما لماذا طلب منا سبحانه أن نجعل أسماءه الحسنى وسيلة دعائنا له؟ أو لماذا طلب منا أن ننادي الله بواسطة أسمائه الحسنى؟ كقولك خاطب زيدا باسمه ، مقابل خطابه بلقبه مثلا.
فلأن الاسم قد وضع لمعان حسية ، أو قريبة من الحس. أريد منها هنا أن تعبر عن معان راقية وعالية ، وبمقدار ما تترقى مدارك واستعدادات البشر وتتنامى ، فان ذلك يؤثر على مستوى ودرجات فهمهم ونيلهم لتلك المعاني السامية ، وتتفاوت درجات انكشافها لهم. فإذا سمعنا كلمة رؤوف ، رحيم ، كريم ، قوي ، الخ .. مضافة إلى الذات الإلهية فإن كلامنا يفهم درجة من تلك الرأفة والرحمة و.. أما حقيقة رحمته تعالى وكرمه وقوته ، فلا يمكن لنا إدراكها ..
__________________
(٣٧) سورة الأعراف الآية ١٨٠.