ومن جهة أخرى : إننا نتعامل مع هذه الأسماء من خلال مزيج من الإدراكات العقلية ، والفطرية ، مع الأحاسيس والمشاعر الفطرية والوجدانية. فهي ليست أسماء ذات طابع عقلي فلسفي محض ..
فصفات العزيز الجبار ، الرحيم الشافي ، التواب ، الحنان الخ .. هي أسماء تحاكي الفطرة وتناجيها ، وتناغيها ، وتلامس الضمير والوجدان ، وتثيره ، وتشعر من خلالها بأنك قريب من الله ، مع انك لا تستطيع أن تدرك نفس الذات.
ومن هنا نعرف السر في أنه تعالى قد أمرنا أن ندعوه بواسطة تلك الأسماء ، وأن نجعلها وسيلتنا في الدعاء ، لأننا حينما نتوجه إليه بالدعاء نكون بأمّس الحاجة إلى الإحساس والشعور به عزوجل .. لا أن ندركه ونتصوره ، فان ذلك ليس هو المهم. وتلك الأسماء توفر لنا ذلك الشعور العميق المفعم بالمعاني الحية ، والمثيرة لكوامن الإحساس به وبوجوده ، وبالحاجة إليه ، وبالضعف أمامه ، وغير ذلك من معان توحي لنا بها تلك الأسماء. انها تجعلنا نتفاعل معه ، ونعيش في رحابه ، وننطلق في آفاقه ، وتترك آثارها على كل وجداننا ، وعلى حياتنا العملية ، على حركتنا وموقفنا وسلوكنا مع الناس ، ومع أنفسنا ، انها تحل مشاكلنا النفسية ، والروحية ، من حيث انها توحي إلينا بالمعاني التي نشعر أننا بحاجة لأن نتلمسها ونعيشها ، ونشعر أنها أدواتنا التي توصلنا إلى ما نطمح