مَنْثُوراً) (٣١). إذ لو كان لوجه الله لما جعله كذلك. وقوله تعالى : (أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ ، يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً ، حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ، وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ ، فَوَفَّاهُ حِسابَهُ) (٣٢).
إذن ، فكل شيء وجهته إلى الله سبحانه يكون فيه جهة بقاء ، ودوام ، وخلود. والذي لا يكون كذلك فهو هباء منثور ، كسراب بقيعة ، أبتر.
وكمثال على ما نقول : إذا تبرع أحدهم بمبلغ من المال لغير وجه الله. فمن جهة الحدوث لا شك في أن ذلك قد حدث. ولكن من جهة البقاء فليس ثمة ما يوجب بقاءه ؛ لأنه يفقد عنصر البقاء. وذلك مثل العدالة التي هي شرط في إمام الجماعة. ولكن مجرد حدوثها فيه لا يكفي بل لا بد من بقاء تلك العدالة واستمرارها ، بحيث لو فسق في آخر جزء من الصلاة ، فان الصلاة تبطل بجميع أجزائها.
الباء للاستعانة أم للملابسة :
وعن سؤال : هل الباء للمصاحبة؟ أم للاستعانة ، أم للتعدية ، أم لمجرد الملابسة؟ أم لغير ذلك؟
__________________
(٣١) سورة الفرقان آية ٢٣.
(٣٢) سورة النور آية ٣٩.