١ ـ إنه لا مجال لأن يضاف الشيء إلى نفسه. فالإضافة والنسبة دليل المغايرة بين المضاف والمنسوب وهو" وجه" وبين المنسوب والمضاف إليه ، وهو" الله".
٢ ـ هذا ، بالإضافة إلى ما ورد من أن أهل البيت عليهمالسلام هم وجه الله ، فهل يعني ذلك أنهم عليهمالسلام هم الذات الإلهية نفسها؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
٣ ـ وإذا كان كل شيء هالك إلا نفس الذات الإلهية ، فعلى الإسلام ، وكل أعمال الخير والبر والصلاح السّلام ، لأنها كلها أيضا أشياء ، فهل هي هالكة أيضا؟
٤ ـ قال تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ، وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) (٣٠) ولا معنى لفناء كل شيء مع بقاء الأشياء التي عند الله أيضا.
والتفسير الصحيح لهذه الآية ، ولآيتي سورة الرحمان والبقرة هو أن كل شيء من حيث الوجود المادي يفنى ، ولكنه من حيث الوجود المعنوي باق ، إذا كانت وجهته إلى الله سبحانه ، لأن نسبته إليه ، وكونه باتجاهه تعالى تكسبه حالة من نوع ما تجعله يبقى ويستمر بسببها ، ويشهد لذلك آيات وأحاديث كثيرة. فلنقرأ قوله تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ، فَجَعَلْناهُ هَباءً
__________________
(٣٠) سورة النحل الآية ٩٦.