جاء في آخره ؛ لأن المبتور هو مقطوع الآخر أو الذنب ، والأقطع هو مبتور اليد.
ونقول :
إن نقصان آخره إنما هو من حيث إنقطاعه عن البقاء والدوام ، فهو أبتر لانقطاع آخره.
ولعلنا نستطيع أن نفهم مبرر هذا الأمر في ذكر مثال تقريبي هو : إن الله تعالى يقول : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢٨). وقال تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٢٩).
فقد يقول قائل : ان المراد بوجه الله هو الله تعالى نفسه ، فكأنه قال : ويبقى الله ذو الجلال والإكرام. وكأنه قال : أينما تولوا فثم الله تعالى نفسه.
ولكن هذا التفسير يبقى غير كاف ولا واف بالمقصود. وذلك للأمور التالية :
__________________
(٢٨) سورة الرحمن الآيتان ٢٦ و ٢٧.
(٢٩) سورة البقرة آية ١١٥.