ويتفاعل مع كل شيء من خلالها وعلى أساسها ؛ إذن فليست هي مجرد مفاهيم عقائدية تلقينية خاوية ، لا دور فيها للعقل ، ولا للمنطق ، ولا للفطرة ولا للشعور ، ولا للوجدان ، بل هي من صميم ذلك كله ، هي حياة العقل ، وانطلاقة الروح ، ووهج الشعور ، إنها الحياة الحقيقية ، وسر الوجود.
إياك نعبد :
ولكي نقترب قليلا إلى واقع قوله تعالى : (" إِيَّاكَ نَعْبُدُ") فإننا نعود ونذكّر بالعقائد الأم ، كعقيدة التوحيد الكامل مثلا ، التي تنبثق عنها تفصيلات تقول : إنه تعالى هو وحده المؤثر ، وهو مصدر الفيض للعنايات والألطاف ، وهو وحده المستحق للعبادة.
وهذا الاعتقاد التفصيلي هو الذي يترك آثارا مباشرة ومهمة في التكوين الفكري للإنسان ، ثم في صياغة مفاهيمه. ثم هو ينعكس على الواقع المعاش سلوكا وموقفا ، له خصوصياته ومميزاته عما عداه. هذا عدا عن تأثيراته الحقيقية في تكوين الشخصية الفردية والاجتماعية للإنسان.
ويكفي أن نشير هنا : إلى أن هذا الاعتقاد هو الرافد الشعوري ، والفكري لانطلاقة الصراع مع النفس الأمارة بالسوء ، واستمرار هذا الصراع لتطويعها على ممارسة التوحيد في العبادة وفي السلوك ، لتنتج هذه العبادة أخلاقا تتناسب معها ، وإخلاصا