وقال : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) الخ (١٥٥).
إذن ، هناك قسمان من الذين أنعم الله عليهم : أحدهما لم يبدل نعمة الله كفرا ، ولم يغضب الله عليه ، ولم يضل الخ .. وهم الذين تطلب الهداية إلى صراطهم.
والآخر : بدل وغيّر ، وغضب الله عليه والخ .. فنحن نحترس منهم ونستثنيهم.
إعراب غير المغضوب :
إذا قلنا : إن كلمة غير المغضوب بدل من كلمة : الذين أنعمت عليهم ، فإن المقصود هو إضافة الصراط إلى البدل نفسه أي : صراط غير المغضوب الخ .. ويكون غير المغضوب عليهم هم نفس الذين أنعم الله عليهم.
وأما إذا قلنا : إن كلمة : غير المغضوب صفة للذين. فيرد سؤال : كيف يصح وصف المعرفة بكلمة غير ، التي هي متوغلة في الإبهام. ولا تتعرف بالإضافة ، وهم يقولون : لا يصح وصف المعرفة بالنكرة.
__________________
(١٥٥) سورة إبراهيم ، الآية ٢٨.