وتستفيد منه ، وتتفاعل معه. إنها بحجم العقيدة التوحيدية ، بل بحجم كل الصفات الإلهية الجلالية منها أو الجمالية.
إذن فليس من قبيل الصدفة أن تكون أول كلمة ـ بعد البسملة ـ في السبع المثاني ، التي لا بد أن تقرأ مرات في الصلاة في كل يوم هي كلمة" الحمد" ؛ إنه أراد لنا أن ندخل من باب الحمد ، إلى كل الحقيقة المنبسطة على هذا الوجود. مدركين حجم الارتباط بالله ، ونوع ، وكيفية التعاطي معه سبحانه وتعالى.
له الحمد في الأولى والآخرة :
ومن أجل توضيح بعض ما ذكرناه آنفا نعود ، فنقول :
قد تكلم الله سبحانه عن الحمد في عدة آيات قرآنية ، منها قوله تعالى : (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) (٤٨). فما هو المقصود بالأولى ، وما والمقصود بالآخرة؟!.
وهل هذا ينسجم مع ما ذكرناه من معنى الحمد؟! وارتباطه بآية البسملة؟! .. وكيف نربط أيضا بين ذلك وبين قوله : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٩)؟!
__________________
(٤٨) سورة القصص ، الآية ٧٠.
(٤٩) سورة يونس ، الآية ١٠.