حقيقة الحياة ويسجل اعترافه المباشر بتاريخ ارتباطه بالله سبحانه ، وارتباط الكون كله به تعالى ، وبرعايته سبحانه له من قبل أن يخلق ، وإلى ما بعد أن يبعث ويحشر.
والاعتراف بهذا التاريخ ، والانصياع له ، والإيمان به يوصل إلى الحمد ، إذ لا يمكن أن تكون حامدا كل الحمد إذا لم تعرف وتعترف بكل ما صدر منه وعنه تعالى تجاهك ، وتجاه كل المخلوقات في هذا الكون الأرحب الذي بناه لتستفيد منه في تكاملك في إنسانيتك وفي مسيرتك نحو الله سبحانه.
وهكذا يتضح : كيف أن هذه الكلمة هي في الحقيقة المفتاح للمعارف الاعتقادية ، وهي الأساس القوي للنظرة إلى الكون وإلى الحياة ، نظرة عميقة وواعية ، من خلال التوحيد الخالص والصافي.
فمن الواضح : أن أحدا لا يستطيع أن يحمد الله بصدق ووعي من دون أن يملك هذه النظرة : بل إن فهم الحياة والتعاطي معها لا بد أن يكون أساسه هذه النظرة بالذات ، ومستندا إلى فهم الحمد بهذه الطريقة.
فكلمة الحمد إذن كبيرة جدا بحجم هذا الكون ، بل هي أكبر من الكون ومن الإنسان. إنها بحجم الفيوضات الإلهية على كل الموجودات والمخلوقات. ولا سيما الذي يعنيك منها ،