المشاركة ـ في صنع ملامح تلك الصورة. وتسهم في الإيحاء المطلوب في مسيرة تكاملية ، ومشاركة جماعية في صنع وضع جماعي سليم ، وطبيعي وقويم.
وكذلك الحال بالنسبة للحياة الإنسانية أيضا. وقد جاءت هذه الآية الشريفة : " رب العالمين" لتوحي بذلك كله في عملية توجيه عفوي لهذا الإنسان نحو المشاركة في صنع هذا الواقع الاجتماعي للإنسان في حياته العامة. وهي بمثابة دعوة له لصنع التوازن والانسجام في محيطه العام خلال مسيرته الإنسانية التكاملية ؛ فيصوغ حياته وإنسانيته وخصائصه بطريقة تحتفظ معها بفرديتها ، ولكنها تنسجم وتتوازن وتتكامل مع كل ما يحيط بها ، ولا تصطدم معه ، بل تشكل هي وإياه رافدا للخير والعطاء ، والسمو والتكامل والنمو.
وقد تفرض هذه المشاركة الإيجابية الواعية والمسؤولة قدرا من التضحية من بعض الناس ، فيتخلون عن خصائص وامتيازات شخصية وفردية لهم غالية وحبيبة ، تكون هي الثمن لما تنعم به المجتمعات من سعادة ورخاء ، ووئام وصفاء.
الألوهية والربوبية معا :
وحين يستقر في وعي الإنسان : أن ثمة خالقا مدبرا لهذا الكون فإنه يدرك : أن هذا الخالق قوي ، وغني وعظيم ، وقهار وما