وقد نلمح في القرآن أن جميع الكائنات قابلة للتربية وللتكامل ، حيث أشار القرآن الكريم في آيات كثيرة إلى ربوبية ورعاية الله تعالى للجمادات أيضا.
قال تعالى : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما*) (٧١) (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ*) (٧٢) و (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ*) (٧٣).
وغير ذلك من آيات كثيرة قررت هذه الربوبية.
إلا أن يقال : إن ربوبية كل شيء وتكامله إنما هو بحسبه ، ومن خلال ما يملك من معطيات.
أو يقال : المراد بالرب هنا الإله.
ونقول : إن هذا الاحتمال الأخير يحتاج إلى ما يثبته.
ونشير هنا إلى أمرين :
الأول : سجود المخلوقات وتسبيحها ليس تكوينيا.
وقد حاول البعض أن يقول : إن هذا التسبيح إنما هو من حيث أن وجودها وعجيب خلقتها فيه تنزيه لله سبحانه عن كل نقص ، وعن الشريك وغير ذلك ، فهي تسبحه تعالى بلسان التكوين. وتسجد له بمعنى تخضع له تكوينا أيضا .. وعرض
__________________
(٧١) سورة ص الآية ٦٦. وسورة الصافات الآية ٥.
(٧٢) سورة المزمل ، الآية ٩.
(٧٣) سورة المؤمنون ، الآية ٨٦.