الأمانة إنما هو تصوير رمزي لعدم قدرة هذه الموجودات تكوينا أيضا.
ونقول :
إن هذا التوجيه غير صحيح ، فإن قوله تعالى : (وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ،) يدفعه وينافيه ، إذ أن هذا التفسير معناه : أننا نفقه تسبيحهم؟!
وكون السجود بمعنى الخضوع التكويني فقط ، ينافيه قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ، إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) (٧٤).
فقوله : " وكثير من الناس" دليل على أن المراد بالسجود ليس هو الخضوع والانقياد التكويني. فإن الناس جميعهم يخضعون تكوينا له تعالى.
وآية الأمانة أيضا لا يصح تفسيرها بما ذكر ، لأنه تعالى يقول : " وأشفقن منها" والإشفاق ، إنما هو انفعال نفساني خاص ، وليس خضوعا تكوينيا.
__________________
(٧٤) سورة الحج ، الآية ١٨.