نجيب : أن بعض المفسرين رجحوا أنها للاستعانة ، وذلك لأن الإنسان مفتقر بذاته ، محتاج إلى الغني بذاته. ونحن نرجح أنها للملابسة ، وذلك لأننا إذا رجعنا إلى حديث : كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ، فإننا ندرك : أن الباء ليست للمصاحبة ، أو الاستعانة ، أو لغير ذلك وإنما هي لمجرد الملابسة ، لأن قوله : لا يبدأ فيه ، إنما يعني أن البسملة جزء من الأمر الذي نعمله ، وإلا لكان اللازم أن يقال : كل أمر ذي بال لا يستعان فيه أو لا تصاحبه. وجزئية البسملة هذه لا تتلاءم إلا مع كون الباء لمجرد الملابسة.
لماذا التركيز على الاسم؟
ومن الملاحظ : أن الحديث هنا قد جاء عن الاسم.
وأيضا : ان الآيات القرآنية ، تهتم بالاسم وتسلط الضوء على الأسماء ، باستثناء البعض من تلك الآيات التي تعدت ذلك إلى الحديث عن الذات الإلهية المقدسة.
فاقرأ مثلا قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (٣٣) و (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٣٤)
__________________
(٣٣) سورة العلق الآية ١.
(٣٤) سورة الواقعة الآية ٧٤.