و (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (٣٥).
فلماذا هذا التركيز والاهتمام بالاسم والأسماء؟
ونجيب بسؤال : هل نحن قادرون ـ بالنسبة للذات الإلهية ـ على استكناه حقيقة المسمى وتصوره؟
بل هل نستطيع : أن نتصور كنه أسمائه تعالى ، فضلا عن المسمى؟
الجواب : طبعا ، لا.
ان غاية ما نتصوره هو الحد الأدنى والجانب الميسور والقريب من الاسم والقادر على أن يشير إلى المسمى إشارة خفيفة وبسيطة تكفي لأن تجعلنا نتضرع إلى الله به ، لأنه يعطينا هذا المستوى من الإدراك. وهو سبحانه يقبل ذلك منا : لأننا غير قادرين على أكثر منه. وقد أمرنا بالابتعاد عن التعمق في التفكير في ذات الله سبحانه (٣٦) لأنه أمر فوق العقل.
وهكذا يتضح : أنه لا مبرر لما يقوله بعضهم من أن الاسم هو عين المسمى ، وكذلك العكس .. ويزيد من وضوح عدم صحة ذلك أنه لا ينسجم مع قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى
__________________
(٣٥) سورة الأعراف الآية ١٨٠.
(٣٦) راجع البحار ج ٢ ص ٢٥٩.