منه ، بإظهار خلاف الحقيقة. فيقع في الرياء ، وفي محاولة التزييف والخداع.
أما إذا تأكد لديه : أن الله وحده هو الذي يمكن أن يرفع ضعفه ، ويسد حاجته ، فإنه لا يجد ضرورة للتزلف إلى غيره. ويكون قد ابتعد بذلك عن حالة الرياء التي تنشأ عادة من الشعور بالحاجة إلى الآخرين ، أو بالضعف أمامهم. فإذا وجد أنهم لا يملكون ما يجبر ضعفه ، ويسد حاجته ؛ فلماذا يتزلف إليهم؟ ولماذا الرياء؟
وإذا رأى : أن غيره ضعيف مثله ، وليس لديه ما يتقوى به ، فلماذا وعن أي شيء يخدعه؟
ثالثا : ثمة نقطة أخرى نشير إليها هنا ، وهي أن الإنسان يحتاج إلى المعونة وهو فرد ، ويحتاج إليها ، وهو جماعة. فلا يمكن أن يستغني عن معونة الله سبحانه في الحالتين ، فإذا كانت الجماعة تحتاج إلى العون ، فحاجة الفرد إلى ذلك تصبح أولى وأوضح.
الاستعانة بغير الله سبحانه :
تمنع بعض الفرق من الاستعانة بغير الله سبحانه ، وتعد ذلك شركا ، وخروجا عن الدين ، إذ لا مؤثر في هذا الوجود سوى الله سبحانه. والاستعانة بغيره تستبطن الاعتقاد بوجود مؤثر آخر سواه.