.................................................................................................
______________________________________________________
وحاصل ما ذكرنا : انه إذا كان لا يصح ان يتعلق الطلب بوجود الطبيعي الذهني ولا وجودها الخارجي فلا بد ان يكون متعلق الطلب هو الطبيعة من حيث هي.
والجواب : وهو الدفع الذي أشار اليه بقوله : «لا يخفى ان كون وجود الطبيعة أو الفرد» إلى آخره.
وتوضيحه : ان الطبيعة من حيث هي لا يعقل ان تكون متعلقة للطلب لما عرفت من ان المتحمل للغرض هو وجودها لا هي من حيث هي ، ولا بد ان يكون ما فيه الغرض هو المتعلق للطلب كما عرفت. واما الوجود الذهني للطبيعة فلا يعقل ان يكون هو المتعلق للطلب لما تقدم من المحاذير المذكورة.
فتعين ان يكون متعلق الطلب هو وجود الطبيعة خارجا ، ولا يلزم منه طلب الحاصل ، بتوضيح كيفية تعلق الطلب بوجود الطبيعة خارجا هو ان الشوق من الصفات النفسية ذات المتعلق ، فالشوق لا بد له من تعلق في افق الشوق ، والمعدوم المطلق من كل جهة لا تحقق له اصلا فلا يكون متعلقا للشوق ، والموجود المتحقق في الخارج لا يشتاق إلى وجوده لفرض تحقق وجوده ، فلا بد ان يكون متعلق الشوق وجود الطبيعة خارجا بنحو الفرض والتقدير ، ليخرج بواسطة تعلق الشوق به من الفرض والتقدير إلى الثبوت والتحقق ، فهو معدوم خارجا وموجود فرضا وتقديرا وهو معدوم من جهة وموجود من جهة.
فاتضح : ان متعلق الطلب وجود الطبيعة خارجا بنحو الفرض والتقدير ، ولا يلزم من هذا طلب الحاصل ، ولا فرق في هذا بين القول بتعلق الطلب بوجود الطبيعة أو بوجود الفرد والى هذا أشار بقوله : «ان كون وجود الطبيعة أو الفرد» إلى آخر كلامه.
قوله (قدسسره) : «وجعله بسيطا». قد مر فيما تقدم الفرق بين الجعل البسيط الذي هو مفاد كان التامة وهو جعل الشيء : أي كونه موجودا فقط ، ولجعل التأليفي الذي مفاد كان الناقصة جعل الشيء شيئا كجعل الجسم أبيض أو الماء باردا وامثال