غرض ، لا يكاد يحصل مع حصول الغرض في الآخر مع إتيانه ، كان كل واحد واجبا بنحو من الوجوب ، يستكشف عنه تبعاته ، من عدم جواز
______________________________________________________
وحاصل البرهان : انه لا بد من المسانخة الذاتية بين المعلول والعلة وإلّا لجاز ان يصدر كل شيء من كل شيء ، ومن الواضح انه لا يعقل ان تصدر البرودة من النار ولا الحرارة من الثلج. ومن جملة انواع المسانخة الوحدة والكثرة ، فالعلة الواحدة لا بد وان يكون معلولها واحدا ، لأن فرض كون العلة واحدة ان فيها جهة واحدة للعلية ، فمن اين يصدر المعلول الآخر الذي لا بد له من جهة اخرى غير تلك الجهة التي اقتضت صدور ذلك المعلول؟ وكذلك المعاليل الكثيرة لا بد لها من جهات متعددة فلا يعقل صدور الكثير عن الواحد ، فالغرض الواحد المترتب على هذه الطبائع المتعددة لا بد وان يترتب عليها لجامع واحد ، وذلك الواحد هو المؤثر في الغرض ، ففي الحقيقة يكون الواجب هو ذلك الجامع الواحد المترتب عليه ذلك الغرض الواحد ، وحينئذ يرجع التخيير الشرعي إلى التخيير العقلي وتكون هذه الطبائع المتعددة كافراد طبيعة واحدة. والفرق بينهما هو ان انطباق المأمور به في الطبيعة الواحدة المأمور بها لا يحتاج الى تنبيه من الشارع لمعرفة افرادها المحصلة لها ، بخلاف الواجب التخييري فان المحصل للمؤثر في الغرض لا بد من التنبيه عليه من الشارع اذ لا سبيل للعقل للاهتداء اليه ، فلا يوكل اليه التطبيق فيها الى العقل كما يوكل اليه التطبيق في الطبيعة الواحدة ذات الافراد ، وقد أشار الى ان الغرض اذا كان واحدا لا بد وان يكون المؤثر فيه واحدا بقوله : «لوضوح ان الواحد لا يكاد يصدر من الاثنين بما هما اثنان» وقد أشار الى برهانه بقوله : «لاعتبار نحو من السنخية ... الى آخره».