.................................................................................................
______________________________________________________
يتخلل عدم بينه وبين الاكثر لا يكون فردا للطبيعة وانما يكون فردا لها حيث يكون له طرفان منتهيان.
فبيانه انه بعد قيام البرهان والوجدان على التشكيك اما في الماهية او في وجودها ، وان البياض الشديد بالوجدان فرد لطبيعة ماهية البياض كما ان البياض الضعيف فرد لها وليس البياض الشديد مركبا من بياضين بل فرد واحد وبياض واحد ، والتشكيك كما يكون في الشدة والضعف كذلك يكون في القلة والكثرة.
واما برهانا فلأن فردية الفرد للطبيعة انما هو بتشخص الطبيعة وكونها وجودا واحدا خارجا لا يقبل الصدق على غير شخصه ، والطبيعة الموجودة بمجرد وجود الاقل لا يكون ذلك الوجود فردا واحدا لها إلّا إذا تمت له وحدة ، ووحدته لا تتم إلّا بان يكون له طرفان ، فمن رسم خطا بمجرد وجود الخط قبل انتهائه توجد طبيعة الخط ، ولكن الخط ما دام كونه بين المبدأ والمنتهى لم يحصل شخص واحد من الخط وانما يكون شخصا واحدا عند انتهاء الرسم للخط وحصول طرفيه ، وليس هذا الوجود المتصل ما لم ينته وجودات متعددة بل هو وجود متصل تتم وحدته بانتهائه ، فان اتصاله اما ان يكون بالوجود أو بغيره وغير الوجود هو العدم والعدم غير قابل للاتصال المتحقق في الخارج اذ لا خارجية للعدم ، واذا كان الاتصال في الوجود فلا بد ان لا يتخلل العدم وإلّا لزم الانفصال واذا لم يتخلل عدم لذلك المتصل فهو واحد والوجودات آحاد من الوجود ، والواحد بما هو واحد لا يعقل ان يكون آحادا ولذا يقولون : ان الاتصال مساوق للوحدة.
فاذا عرفت ما ذكرنا ـ تعرف ان الاقل الموجود في ضمن الاكثر ليس فردا للطبيعة وانما يكون فردا لها حيث لا يكون موجودا في ضمن الاكثر ويكون موجودا محدودا بحديه ، فالخط القصير المحدود بطرفيه هو الفرد للطبيعة دون الخط القصير الموجود في ضمن الاكثر ، فاذا امر المولى بايجاد الخط كان العبد مخيرا بين الخط الطويل والخط