قلت : لا يكاد يختلف الحال بذلك ، فإنه مع الفرض لا يكاد يترتب الغرض على الاقل في ضمن الاكثر ، وإنما يترتب عليه بشرط عدم الانضمام ، ومعه كان مترتبا على الاكثر بالتمام (١).
______________________________________________________
لا ينبغي ان يخفى انه لا فرق في هذا الاشكال بين ان توجد الافراد من الطبيعة التي لكل منها وجود على حدة دفعة واحدة بان يرسم المكلف خطوطا ثلاثة دفعة واحدة وبين ان توجد الافراد من الخطوط واحدا بعد واحد بان يرسم خطا ثم يرسم آخر ثم يرسم الثالث ، فان الغرض اذا كان يحصل بخط واحد يكون الخطان الآخران مما يزيد على الواجب وان وجدا دفعة واحدة مع الخط الواحد.
(١) وحاصل الجواب ان الغرض كما كان ـ فيما ذكرناه أولا ـ منوطا بالفردية يمكن ان يكون منوطا بشرط عدم انضمام الاكثر إلى الاقل في الوجودات المنفصلة ، فيكون ترتب الغرض على الاقل مراعى بعدم انضمام الاكثر اليه ، فالاقل وان كان فردا من الطبيعة إلّا ان الغرض لا يكون منوطا بالفردية فقط ، بل منوطا بالفرد مع عدم انضمام الاكثر اليه ، فالتسبيحة الواحدة التي يتعقبها الركوع هي الوافية بالغرض ولا تكون بمجرد وجودها وكونها فردا من التسبيح وافية بالغرض.
وبعبارة اخرى : ان الغرض يمكن ان يكون منوطا بمجرد وجود الطبيعة ولو لم تكن فردا فلا يعقل التخيير بين الاقل والاكثر ، ويمكن ان يكون منوطا بالفردية فيعقل التخيير بين الاقل والاكثر بشرط ان لا يكون للاقل وجود على حدة ، ولا يعقل التخيير بين الاقل الذي له وجود على حدة وبين الاكثر ويمكن ان يكون منوطا بشرط زائد على كونه وجودا على حدة ، وهو عدم انضمام الاكثر اليه فيعقل التخيير ـ حينئذ ـ بين الاقل غير المنضم اليه وبين الاكثر ، فالتسبيحة الواحدة التي يتعقبها الركوع تكون مما يترتب عليها الغرض ، والتسبيحة التي ينضم اليها تسبيحتان قبل الركوع تكون مصداقا آخر للغرض ، واذا كان الغرض بهذا النحو صح التخيير بين الاقل والاكثر وان كان للاقل وجود على حدة ، وله ان لا يقتصر على الاقل مع كون