الناكثين والقاسطين والمارقين في مقاتلها بأعبائها وذكر كيفية قذفه بحقه لإزهاق باطلها وكف غلوائها وإرهاق عصيها صعود بوار قاض عليه بشقائها وقد تضمن هذا الفصل من وقائعه المذكورة ومواقفه المأثورة ما فيه غنية كافية وكفاية مغنية في أنه قد ملك عصم الشجاعة وأنه من أكفاء أكفائها ومن تأمل إقدامه علیهما السلام في مأزق وقائعه ومضايق مواقفه ومعارك كره على الأبطال وهجومه على الأقران وافتراس نفوس أخصامه ببأسه قاطا بحسامه رقاب الهمام مفلقا بشباه مفارق الرءوس قادا بحده أوساط المارقين وشاهد غلظته على أعداء الله تعالى واستئصال شأفتهم وتفصيل أوصالهم وتفريق جموعهم وتمزيقهم كل ممزق غير ثان عنان عزمه وأعمال بطشه عن الإقدام على الصفوف المرصوصة والكتائب المرصوفة والكراديس المصفوفة مبددا شمل اجتماعها مشمرا عن ساق شجاعته لها موغلا في غمرات القتال مولغا صارمه في دماء الطلى والأحشاء تحقق واستيقن أن هجيراه علیهما السلام مكابدة الحروب وإدارة رحاها وأن إليه في جميع الأحوال مردها ومنتهاها وأنه منها قدوة شيخها وكهلها وفتاها وعلم علما لا يعترضه شك أن الله عز وعلا قد أتاه علیهما السلام خصائص تكاد توصف بالتضادد وحلاه بلطائف تجمع أشتات التعاند إذ أين هذه الشدة والبطش والغلظة والبأس والقد والقط وشق الهام وخفة الإقدام وتجديل الحجاج وإذلال الكماة وإلصاق معاطسها الأبية بالرغام من خشوعه وخضوعه راغبا راهبا وتدرعه من الزهادة والعبادة بسربال سابغ ورداء سابل واتصافه علیهما السلام برقة قلب وهموع طرف وانسكاب دمع وتأوه حزين وإخبات منيب وشغف عيشة وجشب غذاء وتقلل قوت وخشونة لباس وتطليق الدنيا وزهرتها ومواصلة الأوراد واستغراق الأوقات بها والإشفاق على الضعيف والرحمة للمسكين والتحلي بخلال خير لا يتأنى إلا لمنقطع في كن جبل لا يصحب إنسا ولا يسمع من البشر حسا مع المبالغة في معاتبة نفسه على التقصير في الطاعة وهو مطيل في العبادة هذا إلى فصاحة ألفاظه وبلاغة معانيه وكلامه المتين في الزهد والحث على الإعراض عن الدنيا ومبالغته في مواعظه الزاجرة وزواجره الواعظة وتذكيره القلوب الغافلة وإيقاظه الهمم الراقدة مطلقا في إيراد أنواع ذلك لسانا لا يفل عضبه ولا يكل