نفسه وهو بمعزل عن الإنصاف ولأن نشر الفضيلة حسن لا سيما إذا نبه عليها الحسود وقيام الحجة بشهادة الخصم أوكد وإن تعددت الشهود.
شعر
ومليحة شهدت لها ضراتها (١) |
|
والفضل ما شهدت به الأعداء |
ونقلت من كتب أصحابنا ما لم يتعرض الجمهور لذكره فإن النبي صلی الله علیه وسلم مسألة إجماع وإنما ذكرت شيئا من أحواله وصفاته تيمنا به صلی الله علیه وسلم وتطريزا لديباجة هذا الكتاب باسمه وتزيينا له به ص.
وأما أمير المؤمنين والحسن والحسين علیهما السلام فإنه يوجد من مناقبهم ومزاياهم في كتبهم ما لعله كاف شاف.
وأما باقي الأئمة علیهما السلام فلا يكاد جماعة من أعيانهم وعلمائهم يعرفون أسماءهم ولو عرفوها ما عدوها متسقة متوالية فضلا عن غير ذلك هذا مع حرصهم على معرفة نقلة الأخبار والأشعار وتدوين الكتب الطويلة في ذلك بل معرفة أجلاف العرب ممن قال بيتا أو أرسل مثلا بل معرفة المغنين والمغنيات ومعرفة الأبعاد ونسبة الأصوات بل معرفة المخانيث والمجانين والقصاص والمعلمين وغير ذلك مما لو عدد لطال مما لا يوجب أجرا ولا يخلد ذكرا ويرغبون عن قوم جدهم النبي صلی الله علیه وسلم وأبوهم الوصي وأمهم فاطمة وجدتهم خديجة وأخوالهم الطيب والطاهر والقاسم وعمهم جعفر ذو الجناحين وقد شهد القرآن بطهارتهم وحث الرسول صلی الله علیه وسلم على حبهم ومودتهم وقد رأيت أنا في زماني من قضاتهم ومدرسيهم من لا يرى زيارة موسى بن جعفر علیهما السلام وكانوا إذا زرناه قعدوا ظاهر السور ينتظروننا ويعودوا معنا هذا مع زيارتهم قبور الفقراء والصوفية وميلهم إلى البله والمختلين الذين لا يهتدوا إلى قول ولا يصلون ولا يتجنبون النجاسات لكونهم على عقائدهم ومن المعدودين منهم ومتى نسب أحدهم إلى محبة أهل البيت علیهما السلام أنكر واعتذر وإذا رأى كتابا
________________
(١) ضرة المرأة : امرأة زوجها.