وهذه الأربعة من الأقوال في الحاشية.
ومنها : ما ذكره النّائينيّ «رحمهالله» قال : إن العوارض الذاتية ما هو بواسطة في الثبوت فان الرفع في الفاعل والنصب في المفعول من اقتضاء ذاتهما بلا علّيّة ولا سببية.
ومنها : ما ذكره في الكفاية ، وهو : إن العوارض ما يعرض الشيء بلا واسطة في العروض.
ثم إنّ العوارض التي يبحث عنها في العلوم تسعة عند المشهور وليس جميعها ذاتية بل الذاتي منها ثلاثة ، وستّة منها من العوارض مع الواسطة.
فالعرض الذاتيّ هو ما يعرض الشيء بلا واسطة كقولنا : الإنسان إنسان إذا كان بأمر مساو ، وكقولنا : الإنسان حيوان إذا كان العارض بأمر أعم كالجنس العارض بالفصل ، وكقولنا : الحيوان ناطق إذا كان العارض بأمر أخص كالفصل العارض للجنس. فغير خفيّ انّ الحمل في هذه الثلاثة ذاتيّة كما انه مبنيّ على اعتبار المغايرة بضرب من العناية ولا مغايرة في البين.
وأما إذا كان العرض غير ذاتيّ كما هو عند المشهور ، فان كان مع الواسطة تكون عروضه مجازا ، كما كان حقيقة في عرض الذاتيّ وهي ستّة ، هو أن يعرض الشيء أولا وبالذات ثم يعرض الشيء الآخر ثانيا وبالعرض. وهذه الوجوه إما داخلية مساوية ، كقولنا : «الإنسان متكلّم» فعروض التكلّم عليه بواسطة النطق ، فانّ النطق عرض ذاتيّ للانسان ، وكونه متكلّما عرض غير ذاتيّ.