حصول ، وليس بمتلبّس بمحلّه ، فلا يصدق العنوان حقيقة ، وأما في منقضي عنه المبدا وصحّة استعماله فيه متّفق عليه ، وأما كونه حقيقة أو مجازا خلافيّ وتحقيق ذلك يستدعي ذكر أمور ، بأنه هل يمكن استعماله في منقضي عنه المبدا بطريق الحقيقة أو المجاز أو لا يمكن أصلا فلا بدّ أن يعلم موارد جريان النزاع فيه.
الأول :
ان المعتبر في جريان النزاع عندهم لا بدّ أن تكون المباينة بين الذات والمبدا ، ولا بدّ بقاء الذات والصورة النوعية بعد مضيّ المبدا فعلى ذلك لا يصحّ استعمال الجوامد في منقضي عنه المبدا ، فلا يقال : بالتراب هذا الإنسان بعد مضيّه وتبدّله بالتراب لعدم بقاء صورة الإنسانية وذات الإنسان ، فلا يجري النزاع بأنه هل هذا حقيقة أو مجاز فيما انقضى عنه المبدا ، فلا يقال بالتراب : هذا إنسان بعلاقة ما مضى بأنه كان إنسانا لعدم العلاقة المصححة للمجازية في الجوامد لعدم جامع محفوظ فيه بين حالة الوجود والعدم ، فلا يعقل بينهما علاقة ، فالمبدأ هو الإنسانية للانسان ، فبعد تبدّله بالتراب لا يبقى ذات بخلاف المشتق فان العلاقة المصححة مجوزة لاستعماله في المنقضي لإمكان جريان النزاع فيه بأنه بعده هل هذا حقيقة أو مجاز فيما انقضى عنه.
الثاني :
انه ليس المشتق عبارة عن اسم الفاعل والمفعول وساير الصيغ المعروفة ، كاسم الزمان والمكان حتى يكون المتنازع فيه هذا كما قيل ، بل