نظرنا إلى ما أفاد به الخبراء فإن هذا الماء على الرغم من أنه ينبع من موضع يسمى «أوجر» يمر من منى عن طريق وادى النعمان وعرفات ، ويحضر إلى بئر زبيدة. وإذا ما طهرت مجاريها وطرقها على الوجه الأقوم فإنه سيتكلف (٠٠٠ ، ٣٠) دينار من ذهب ، وقالوا إنهم سوف يقومون بتسوية وإصلاح وتنظيم ما يقرب من (٠٠٠ ، ٤٥) ذراع معمارى فى وادى مكة وقد وقع هذا الرأى موقع القبول لدى هيئة الشورى ، وعرضوا ما توصلوا إليه من قرارات على الإمارة المشار إليها مرفقة بتقرير.
ومن ثم عرض شريف مكة المذكور الصورة الأخيرة لما سيكون عليه المجرى بعد الإصلاح والقرار المذكور على الباب العالى وذلك على الوجه المفصل.
ولقد ورد التزام من كريمة السلطان صاحبة الخيرات ، إكليلة المخدرات ، تاج المحصنات بتعمير المواضع الخربة ، وإجراء الماء داخل مكة ، وإنشاء العيون فى المواضع القريبة من حرم الكعبة ؛ وذلك لإحياء أهالى بلدة الله ، ولأن ذلك عادة من المبرات السلطانية فقد صرف (٠٠٠ ، ٥٠) دينار لإبراهيم بك دفتر دار (وزير مالية) مصر القاهرة الأسبق ، وأرسل إلى مكة المكرمة ، وفى يوم الجمعة الثانى والعشرين من ذى القعدة عام (٩٦٤) أو (٩٦٧) وقبل عام (٩٧٠) قدم إبراهيم بك إلى جدة ، وفى اليوم التالى وصل إلى حضرة سيد حسن بن نمى شريف مكة فى وادى مر الظهران ، ومضى فى معية المشار إليه إلى مكة وبعد الطواف نزل فى دار أعدت له خصيصا.
وفى غضون خمسة وعشرة أيام وبفضل كثير من العمال بذل الجهد فى تطهير وتعميق الآبار التى غاض ماؤها ومجرى عين عرفات ، وبعد الحج نصبت الخيام فى وادى عرفات من أجل تعمير طريق جبل الرحمة ، واستخدم ما يقرب من أربعمائة عامل فى أعمال تنظيف المجرى ، واستقدم إبراهيم بك مهندسين أكفاء وكثرة من البنائين وزاد من عدد العمال يوما بعد يوم ، وأصلح المجارى حتى بئر عين زبيدة ، ولكنه لم يستطع أن يعثر على المجرى القديم الذى يمتد بعد بئر عين زبيدة.