بموافقة الجميع بعد المعاينة ، قطعة من العمود الخشبى هبطت اثنى عشر خطا عن سائر الأرضيات ، كما أن خشبة من طرف الباب تخلخلت عن مكانها وهبطت تسعة خطوط عن مكانها ولم تعد صالحة للاستعمال ، وإذا لم تصلح وتعمر من الآن فمن الممكن أن يسقط السقف كاملا فجأة وصدق زميله الآخر على ما قاله ، وبناء على ذلك شرعوا فى تعمير السطح الشريف يوم السبت الخامس عشر من ربيع الأول سنة ٩٥٩.
وخالف بعض علماء مكة موضوع التعمير قائلين يجب أن يترك البيت المعظم بدون تعمير وتصليح ما لم تسقط على الأقل جهة من جهاته توقيرا للبيت ، وحثوا عامة الناس على النزاع وأرادوا أن يوفقوا بين مدّعاهم والأقوال الأخرى ، وكادت أن تحدث فتنة عظيمة ؛ إلا أن مولانا الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى الشافعى ألف كتابا أسماه «المناهل العذبة فى إصلاح ما وهى من الكعبة» رد فيه على آراء المخالفين ، وخرج مسائلهم ونقل فى كتابه المسائل التى تجيز التعمير فى كتاب «استقصاء البيان فى مسألة الشادروان» للمحب الطبرى والكتب الأخرى للسلف الصالح.
كما أضاف إلى كتابه ما روى عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ من الحديث الشريف الذى يجيز تعمير كعبة الله المعظمة ، إلا أنه لم يستطع إسكات الذين يؤيدون العلماء المخالفين وإقناعهم ، وعنذئذ أبلغوا الأمر إلى أمير الحجاز مولانا سيد شريف أحمد بن أبى نمى الذى كان فى البرية ، فعاد من البرية واستدعى إليه مولانا الشيخ محمد ابن الشيخ أبى الحسن البكرى ، وطلب منه أن يفسر الآية الجليلة (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) (البقرة : ١٢٧) أمام كعبة الله.
وحضر هذا المجلس الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعى الذى سبق ذكره والشيخ نور الدين بن إبراهيم العسلى والقاضى الحسنى بن فايز بن ظهير ومفتى الحنفية قطب الدين بن علاء الدين.
وبناء على رجاء سيد شهاب الدين أحمد بن أبى نمى أخذ الشيخ أبو الحسن البكرى يفسر الآية التى سبق ذكرها بلسان فصيح ، وبيان صحيح وختم التفسير