قرر اتخاذ الكسا من نسيج مصنوع من قماش أسود ، والآن تصنع من قماش أسود.
نكتة
حينما بدل لون الكسوة الشريفة إلى الأسود سر الكل من هذا التغيير وفق ما فهمه ، وكان سببا فى كثير من القيل والقال وحمل الفاضل القسطلانى هذا التغيير إلى نكتة وقال «إن البيت المعظم حينما رأى قلة زواره لبس ملابس الحزن» انتهى.
وفعلا إن نكتة الفاضل القسطلانى تطابق الواقع. إلا أن غرض الناصر لدين الله العباسى لم يكن الإيماء إلى تلك النكتة ، بل كان يريد أن يعلم الناس شعار العباسيين القديم. لأنه عندما أفل نجم الدولة الأموية وتلألأ بدر الدولة العباسية أعلن العباسيون شروق شمس دولتهم بالرايات السوداء ، حتى أنهم اتخذوا استعمال جبة سوداء وعمامة سوداء أيضا عادة لهم.
وسبب هذا عندما مات إبراهيم بن محمد فى سجن مروان لبس المحزونون عليه ملابس المأتم السوداء ، لأنه عندما ثار أبو مسلم الخراسانى بكل عنف طالبا من الناس البيعة لإبراهيم بن محمد ، قبض مروان على «إبراهيم وسجنه ، وعندما علم الخراسانى أنه لا خلاص لإبراهيم من بئر مروان ، أخذ يدعو الناس ليبايعوا السفاح بن محمد ، وفى ذاك الوقت خنق مروان الحمار محمد بن إبراهيم ورمى جثته ، وعندئذ لبس المبايعون للسفاح ومحبو العباس بن عبد المطلب الملابس السوداء إظهارا لحزنهم ، وأخذوا يدعون الناس لأخذ الثأر رافعين الرايات السوداء.
وبناء على ما سبق ذكره أصبح لبس الجبة السوداء والعمامة السوداء من شعار الخلفاء العباسيين إلى عهد المأمون بن هارون. لأن المأمون أراد أن يظهر حبه لآل الرسول فبايع الإمام على الرضا ، وزوجه ابنته ، واتخذه وليا للعهد ، وخلع الملابس السوداء شعار العباسيين ، ولبس جبة خضراء ، وأعلن بذلك أنه يجب