على الأشراف والسادة وعظماء العباسيين والجعافرة وسائر فرق المسلمين لبس الملابس الخضراء ؛ إذا أرادوا أن يمتازوا على الآخرين.
عندما اختص المأمون السادات الكرام بلبس جبة خضراء وعمامة خضراء أيضا كان المسلمون مختلفين فى حرمة لبس العباسيين الملابس السوداء وسائر المسلمين الملابس البيضاء ، واليهود الملابس الصفراء كما يخبرنا به «ابن حجر» فى كتابه الصواعق .. ، ولذلك اختار المأمون من أجل السادة الكرام اللون الأخضر ، ولما بقيت الخلافة فى بنى العباس استمر أشراف العلويين فى لبس ملابس خضراء. إن اعتمام الأشراف منهم بعمامة خضراء عادة بقيت من أيام المأمون ، وللأسف الشديد توفى الإمام بعد فترة قصيرة فلبس المأمون جبة سوداء حزنا عليه.
ويتفق أكثر الرواة على أن المأمون حينما لبس الجبة الخضراء كان فى خراسان ، عندما مات الإمام رجع إلى بغداد مرتديا الملابس الخضراء التى اختارها ، ولكنه لبس الملابس السوداء بعد عودته إلى بغداد بثمانية أيام وذلك بعد إلحاح عليه من بعض وزرائه.
ويذهب ابن خلكان إلى أن المأمون قد أمر المسلمين بعدم ارتداء الملابس السوداء ، وشاع فى هذه الفترة أنه ينفر من لبس الملابس السوداء شعار العباسيين. ولكنه فى النهاية لبس الملابس السوداء نتيجة وفاة أحد أقاربه وأصدقائه وذلك فى سنة ٢٠٤ ه.
وادعى فريق من المؤرخين أن اعتمام المأمون بالعمامة الخضراء لم يكن ناشئا من حبه لآل وأبناء الرسول ، بل نشأ من حرصه على ألا يقع زمام السلطنة فى أيدى العلويين ، وأيدوا ادعاءهم قائلين : «قام العلويون فى عهد المأمون يطلبون الخلافة متفقين ، فأراد المأمون أن يصلح ما بين العباسيين والعلويين ، وأراد بذلك أن يتنازل العلويون عن مطالبهم ، وبعث بأخى والدته رجاء بن الضحاك إلى المدينة المنورة لدعوة الإمام على الرضا بن موسى الكاظم إلى بغداد وعندما وصل إلى بغداد جمع جميع العباسيين والعلويين فى مجلسه ، وخاطبهم قائلا : «يا أيها المسلمون : لأننى لم أجد بين آل عباس وآل الإمام على من هو أولى بولاية العهد من الإمام على ولذلك عينته وليا للعهد ، ثم كتب حجة فى صحيفة وقدمها إلى