الإمام على ، ثم زوج ابنته أم الفضل من محمد تقى ابن الإمام ، وخلع الجبة السوداء الخاصة بالعباسيين ولبس جبة خضراء جاعلا لبسها خاصّا بالسادة الكرام ، ثم ألبس الإمام عليا جبة خضراء وأمر جميع السادات بلبس ملابس خضراء.
وهذا ما وقع موقع الرضا والقبول من أهل الإيمان فلهج بمدحه والثناء عليه كل لسان ، ولكن فرقة «ذيلة» من رؤساء القبائل التابعة للعباسيين ، أرادوا أن يسقطوا المأمون من عرش الخلافة ، وأطمعوا عمه إبراهيم فى الخلافة ؛ وهذا الخبر المفزع أقلق المأمون الذى كان فى ذلك الوقت فى خراسان ، فعاد إلى بغداد بينما سافر الإمام علي إلى طوس.
حينما دخل المأمون بغداد كان يرتدى جبة خضراء ، وإن كان الناس جددوا البيعة له إلا أنهم لم يعجبوا بعمامته وجبته ، فخلع جبته وعمامته الخضراوين بإيعاز من أهله وأصدقائه ، ولبس الملابس السوداء وأعلن أن يستمر العلويون فى ارتداء الملابس الخضراء.
ومما لم يغب عن أذهان أهل الدقة والفكر أن ما ذهب إليه ذلك الفريق من المؤرخين مخطئون فى ادعاءاتهم ؛ لأن محبة المأمون لأهل البيت ثابتة بأقوال هؤلاء المؤرخين أنفسهم. وبما أن المأمون قد وضع نظام ارتداء العلويين العمامة الخضراء ، فقد اعتاد العلويون أن يعتموا بالعمائم الخضراء. وقد تركت تلك العادة فيما بعد ، وهكذا أصبح أبناء الرسول لا يتميزون عن الآخرين.
إلا أن الملك الأشرف «شعبان» بن حسن من الملوك الشراكسة فى مصر أظهر حبه وحرمته لآل البيت إذ جدد عادة الاعتمام بالعمامة الخضراء ولبس الجبة الخضراء القديمة (١) وذلك فى ستة ٧٧٢ ه.
عندما قرر اعتمام أولاد النبى بعمائم خضراء أنشد أبو عبد الله الأندلسى (٢) من شعراء الزمان العظماء القطعة الآتية :
__________________
(١) يصدق الإمام السيوطي على هذا القول.
(٢) إن هذا الشخص كان أعمى.