وفى رواية ثالثة : أن عظيما من هذه الطائفة كان يكتب خطا دقيقا متقارب السطور ، واشتهر بذلك أى كان مقرمط الخط ، فسميت الطائفة المذكورة بالنسبة له قرمطى.
مذهب القرامطة وطقوسهم
وإن كانت طائفة القرامطة الملاحدة الخبيثة يعترفون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ـ رضى الله عنه ـ وأعلنوا فى الظاهر انتماءهم لمذهب الإسماعيلية ، ولكنهم فى الباطن كانوا يحلون المحرمات ، ويسفكون دماء المسلمين ، كما أنهم كفروا من ليس على مذهبهم ، ومن كلمات الكفر التى تنسب إليهم قولهم : لما كان المنى أطهر من البول فلماذا يجب الغسل بعده ولا يجب بعد التبول؟
إن أداء الفرائض الخمس عندهم طاعة أئمتهم المعصومين ، وإطاعة أوامر الذين يمنعون وينهون عن طريق الإلحاد والكفر والإباحة من غيرهم بعد البحث عنهم ، والزكاة عندهم إعطاء الإمام خمس المال وفى رواية أخرى تزكية النفس بالتفوه بكلمات الإلحاد ، «والصوم» عندهم حفظ أسرار المذهب وكتمها ، والزنا عندهم إفشاء أسرار المذهب بدون مقابل ، ومع هذا يدعون أنهم يقتدون بالملائكة ويخالفون الشياطين.
ويكنون بالوضوء عن محبة الإمام ومصاحبته ، والاحتلام هو كشف الأسرار لمن ليس لها أهل ، والكعبة والصفا كناية عن النبى ، والمروة كناية عن باب على ، والتلبية كناية عن إجادة المخاطب ، والطواف كناية عن حب الأئمة كذلك ، والجنة كناية عن الاستراحة من التكاليف الشرعية ، والجهل كناية عن اختيار مشقة التكاليف الشرعية ، يطلقون على حدة الذين ينسلخون عن الدين كليا «الخلع» ، والخروج عن الدين «السلخ» والذين يصلون لهذه المرتبة يباح لهم جميع المحرمات ، ولا شك فى أنهم يعترفون بالكفر والإلحاد.
ومن جملة معتقداتهم الباطلة استحلال شرب الخمر ، وعدم الاغتسال بعد الجنابة ، وحصر الصوم فى اليومين (فى يوم المهرجان والنوروز) ، واعتبار الحج