أما بعد فهذا خطابنا الشريف الخاقانى وكتابنا المنيف السلطانى النافذ حكمه بعناية الله المعين فى أقطار الأرضين ، مطاعا لأساطين الملوك والسلاطين ، لازال ناشرا فوايح العدل والأمان وما برح زاهرا بين حدائق البر والإحسان وما سجعت الطيور ورتعت الغزلان ، أصدرناه منطويا على فرائد التحيات الرائقة ، ومحتويا على قلائد التسليمات الفائقة ، مظهرا عرف رياحين المحبة والاستئناس ، وممهدا لمبانى المودة المحفوظة عن الإندراس ، إلى جانب الأمير الأمجد الأوحد المقتفى آثار أسلاف الأشراف من آبائه الغر صناديد آل عبد مناف وأجداده الحميدى السير الجميلى الأوصاف ، فرع الشجرة الزكية النبوية ، طراز العصبة العلوية المصطفوية ، المنتمى إلى أشرف جرثومة علا عنصرها ، والمنتسب إلى أنفس أرومة غلا جوهرها ، زبدة سلالة الزهراء البتول ، عمدة آل بيت الرسول ، المحفوف بصنوف عواطف الملك الصمد ، من أفاخم وكلاء دولتنا وأعاظم وزراء سلطنتنا السنية ، الحامل النيشان المرصع بالعثمانية والمجيدية ، أمير مكة المكرمة الشريف (عون الرفيق باشا) ، لا زالت العناية الربانية له ملاحظة ، والكلاءة الصمدانية عليه حافظة ، ننهى إلى نادى الشريف أن الله جل شأنه وعز برهانه ، اصطفانا من بين عباده خلفاء للأنام ، وأعطانا سيف الجهاد ، وأمرنا بتأسيس ركن الإسلام ، وشرفنا على الملوك بسدانة بيت الله الحرام والركن والمقام ، وزين منشور سلطنتنا بخدمة روضة نبينا وشفيعنا عليه أسنى التحية وأزكى السلام.
نحمد الله على ذلك بأتم الشكر وأكمل المحامد. ونحلّى ترائب عرائس هذه النعم من جواهر الأثنية بأغلى القلائد وأنفس الفرائد ، فلا جرم وجهنا وجهة النهمة الواسعة ونخبة الهمة الشائعة ، لرفع رايات الشكر فوق القمة التاسعة ، وصرفنا أزمة صريمتنا الجليلة إلى طريق إيفاء ما وهبنا الله من المواهب الجزيلة ، وامتطينا صهوة مطايا الإقدام ، فى تنفيذ مصالح الشريعة ، جاريا مجارى الجد والاهتمام ، لا سيما مهام الأوقاف المشروطة لفقراء الحرمين المحترمين ، والأرزاق المعينة المضبوطة للشرفاء شرفهم الله ـ تعالى ـ فى الدارين ، وللعباد العاكفين فى المقامين المكرمين ، وأرسلنا من شامل عنايتنا على