الرسم القديم فى العام السابق ـ وهو عام ثلاثمائة وألف من هجرة من أسس قواعد الإسلام ـ صبت على ضريحه سجال التحية والسلام ـ كافة الأموال المحصلة من ريع الأوقاف الموقوفة المربوطة ، والنقود المعروفة والوظائف المضبوطة التى خصصت بلائذى الحرم ويثرب ممن سكن فيهما ، واخترنا الجواد من حيثما المشارق والمغارب ، وجملتها مثبته وأعدادها مفصلة ومقررة كما هو مسطور ومرقوم فى الدفتر المعلوم والمختوم ، جميعها الدنانير التضاد والخدمة الصافية من النقود الرائجة فى عام البلاد الدانية والقاصية ، وسلمنا تلك الصرر إثر ما وضع فى الأكياس الموسومة بختمنا الشريف دفعا للالتباس إلى يد حامل ذلك المنشور السلطانى ، وناقل هذا المثال الخاقانى ، المنتسب لسدتنا السنية ، من خدام عتبتنا العلية السلطانية ، المأمور لخدمة الحميدية الخاقانية ، الحامل نيشان المجيدية من الرتبة الرابعة ، أمير الكرام السيد «بسيم باشا» دامت معاليه وعمدة أصحاب التحرير والتقرير ، كاتب الدفتر قدوة الأماثل والأقران ـ زيد قدره ـ بعد ما قلدناهما تلك الخدمة الجليلة ، وأعطيناهما دفترا مختوما بختمنا المبارك السلطانى لازال عنوانه زينة على صحيفة مناشير الأمانى ، مخبرا عن المصاريف المعينة ، متضمنا بالمواهب المقننة ، فأمرناهما بإيصال تلك الصرر إلى خزانة المديرية المأمورة بالسعى مع الاهتمام على جرى الأصول المؤسسة فى سوالف الأيام فى الصرر المقررة ، فى مصاريفها المحررة المقدرة ، على ما صرح ونص عليه فى الجريدة التى هى فى جيد الأمانة (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) (النساء : ٥٨).
واغتراف من مشارب الأجواد الجزيلة قراح عذبها ، ونهلها وتوزيعها إلى مستحقيها من السادات والعلماء والضعفاء ساكنى مكة المكرمة ، وقاطنى المدينة المعظمة ، المستمسكين بأذيال سرادقات بيت الله الحرام ، والمتشرفين بجوار نبينا شفيع الأنام (عليه أفضل الصلاة والسلام).