ـ ورفقاؤه مع عاصم بن ثابت ـ رضى الله عنهم ـ يحاربون سفيان بن خالد الهزلى وشرذمته فى مكان يسمى «رجيع» ، فأسر حاتم بن عدى وسيق إلى جبل التنعيم حيث صلب ، وقد أشير إلى المكان الذى صلب فيه حاتم بعلامة على شكل مئذنة ويطلق عليه أهل الحجاز اسم «ميل».
وإن كان مكان صلب حاتم بن عدى مجهولا لدى أهل مكة ، إلا أن الأشخاص الذين يذهبون إلى مسجد عائشة ويزورون الميل الذى بين الجبلين يكونون قد زاروا مصلب حاتم ، لأن هذا الميل علامة خاصة لمكان الصلب وقد كتب عليه بخط عربى قديم عبارة «هذا مصلب حاتم بن عدى» ، وبما أنه يطلى كل سنة كانت فالصباغة تمحو الكتابة التى عليه.
ولكن عندما ينزل المطر ويبتل ذلك الميل تظهر آثار هذا الخط ، وإذا ما أمعن فيها النظر يمكن قراءته تماما.
وقد استفسرت من علماء مكة عن مصلب حاتم بن عدى ، ولكننى لم أحظ منهم بإجابة شافية.
فاعتمدت على نفسى فى الكشف عن هذا المكان ، بينما كنت فى يوم من الأيام فى مسجد عائشة وكان رفيقى يتوضأ أخذت أجيل النظر فى الجهات الأربعة ، وأنا أفكر فى هذا الموضوع وأقول محدثا نفسى : يا ترى أين يقع مصلب حاتم بن عدى؟ وعندئذ رأيت ميلا قصيرا على شكل مئذنة فى جهة جدة ، فسألت رفيقى الذى كان رئيس الخدم والذى يطلقون عليه هنا «شيخ العمرة» ما هذه العلامة؟! إذا ما قلت أنها ميل الحرم ، يجب أن تكون فى جهة الوادى بالنسبة للمسجد ، فأما المكان الذى أقف فيه فهو فى ناحية جدة وفى سفح جبلين.
ألا نكون قد أصبنا عين الصواب إذا ما قلنا أنه علامة مصلب حاتم؟! ولكن شيخ العمرة قال أنا أزاول هنا مهنة الشياخة منذ ثلاثين عاما ؛ فلم أر أن فى هذا المكان علامة مثل هذه ، كما أننى لم أسمع من أحد أجدادى ، وانقضى الأمر