٢ ـ من سيول مكة الشهيرة ـ نوعا ما ـ السيل العظيم الذى وقع عقب «سيل القارة».
قال الإمام الأزرقى وهو يعرف هذا السيل نقلا عن سعيد بن المسيب : قد وقع فى الجاهلية سيل آخر مخيف وكان السيل المذكور أشد قوّة من سيل القارة» وبلغ درجة متناهية فى الشدة إذ غمرت المياه ما بين الجبلين وغابت المنازل عن الأنظار.
٣ ـ من السيول التى اجتاحت مكة المعظمة «سيل أم نهشل» الثالث من تلك السيول. وحدث هذا السيل فى السنة الحادية عشرة الهجرية وفى عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ، وبدأ ظهوره على نحو مرعب من ناحية بيت (أبى سفيان بن حرب) أى من ناحية طريق مكة المعظمة الذى ينتهى إلى المعلى ، فتدفق بشكل مخيف داخل الحرم الشريف وانتزع المقام الشريف من مكانه وجرفه حتى الوادى.
وجرف أم نهشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاصى بن أمية من بنات «عبد شمس بن عبد مناف» أمامه وأغرقها. لذا عرف ذلك السيل باسم «سيل أم نهشل».
وبعد ما توقف السيل المخيف وانتهت صولته وجولته وانسحبت المياه الراكدة التى فى داخل المدينة ، وجرت إلى بطن الوادى ، اتحد سكان مكة المعظمة وطهروا مدينتهم ونظفوها وهم يد واحدة ، وعثروا على المأثر اللطيف للمقام الشريف فى أسفل الوادى وحملوه إلى الحرم الشريف ، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يعينوا مكان الجوهر الثمين لحجر المقام ، ومن هنا أبلغوا الأمر إلى الخلافة الإسلامية السنية وعرضوا عليها الوضع.