ولا نهاية لفضائل وعجائب جبل النور ، يقول المرحوم مؤلف (بهجة النفوس) إننى كنت أذهب فى بعض الأيام لزيارة جبل النور وفى يوم الجمعة بعد الظهر من جمادى الأولى سنة ٧٥٣ صعدت فوق قمة ذلك الجبل لزيارته كالعادة ، ولما وصل إلى سمعى أصوات عجيبة من الأحجار رفعت من على الأرض بعض الحجارة ، وأخذت الحجارة تصيح فى كفى وكانت الأصوات تسمع من مسافة قدر طول إنسان. ولما فهمت أن تلك الأحجار تسبح الله وتقدسه ، أخذت أدعو الله قدر استطاعتى وفى أثناء ذلك غابت الشمس خلف السحب ، ولما ظهرت الشمس بعد فترة انقطعت صيحات الحجارة ، وعندما غابت الشمس مرة أخرى خلف الغيم أخذت الحجارة كلها تصيح ، وقد أصبحت تحت ظل السحب. وبما أن الساعة قد وصلت إلى العاشرة لم أستطع أن أبقى أكثر من ذلك ، فعدت وأصبحت أسمع صيحات الحجارة وأنا بعيد عن سفح الجبل بمائة خطوة ، فرويت لأبى ما سمعت ، فقال لى قد حدث لى أيضا هذا الحال عدة مرات ، إذ كنت أذهب إلى زيارته مع بعض الرجال ، ورأيت أحد كبراء البلد يلتقط بعض الحجارة من الأرض. فسألته فأجاب قائلا (كل هذه ذهب خالص ونفقتى السنوية).
يروى أن المرحوم المرجانى قد زار الجبل مع بعض أصدقائه ، وسمع أن الحجارة تصيح وتسبح كما سمع بعض أصحابه.
نظم
إنه على بعد ميلين من «المعلا» إنه جبل نور تناطح قمته الجوزاء إن ياقوت «بدخشان» لا يلتمع أمام جوهره وقرص الشمس والقمر فى سفحه إن رمله وهج نور يمحو قصة موسى وتجلى الطور ولو أن الياقوت فى «بدخشان» فان فى هذا الجبل يكن الدر اليتيم فى حبة واحدة أعوام وشهور والرسول الذى لم يكن قد رأى طلعة جبريل نزل عليه فى هذه الدار فجأة ولما شق القمر صدره الطاهر