رواية :
قال حافظ الدين فى كتابه «النافع» نقلا عن صاحب الهداية : «كنت قد نويت الذهاب إلى مكة المعظمة لأداء مناسك الحج ، وعندما استأذنت من شيخى وطلبت منه الوصية قال لى : إن ثمة مكان مبارك فى مكة يقال له «سوق الكراع» ، ومن هذا الموقع الشريف تبرز كعبة الله المتعال فى جمال لا مثيل له ، وعندما تصل إلى هذا المكان وتنال شرف مشاهدة جمال بيت الله ، فعليك أن تدعو قائلا : «اللهم اجعلنى من عبادك الذين تستجاب دعواتهم» لأن الدعاء عند رؤية بيت الله رهين الاستجابة. انتهى.
بناء على ما ذكره أهل العلم والدراية من سكان مكة المكرمة أن سيل جياد يحدث مرة كل عشرة أعوام ، ويطغى بشدة منقطعة النظير ويفوق سيل «وادى إبراهيم» إلى حد جد بعيد ، ويملأ المسجد الحرام بالطين والحصى ، ولقد بذل أشراف البلد وأعيانهم من السلف الصالح كل جهدهم وصرفوا كل همتهم إلى حفر كثير من القنوات تحت الأرض لاستيعاب جريان مياه «سيل جياد» ، ولكن القنوات امتلأت بالمياه على مر الزمان ولم تخطر بذلك دواوين الخلافة ، فاستمر تدفق السيل فى مجراه القديم تدفقا شديدا ـ حين حدوثه ـ وما زال يهدم البيوت ويخرب الكثير من المنازل.
٤ ـ سيل الحجاف : هو السيل الرابع الذى أفزع أهالى مكة المفخمة ، ولقد ظهر هذا السيل فى عهد عبد الملك بن مروان ، وفى خلال العام الثمانين من الهجرة النبوية.
وقد ظهر ذلك السيل فى وقت صلاة الصبح وكان الحجّاج ذوى الابتهاج فى وادى مكة ، وبدأ جريان المياه من قبل صلاة الصبح ، ثم ازدادت شيئا فشيا فجرف السيل الحجاج القائمين فى محل الوقفة كما جرف أثقالهم وأمتعتهم إلى المسجد الحرام.