وأحاط بالبيت المعظم وهدم المنازل والحوانيت الكائنة فى ناحية الوادى وخربها ، وأغرق كثيرا من الناس وأهلكم.
وبما أن الناس قد لجئوا إلى الجبال لإنقاذ أرواحهم تاركين أمتعتهم وأموالهم أطلق عل ذلك السيل اسم «سيل الحجاف». وحينما أبلغ هذا الخبر المخيف لعبد الملك ؛ أرسل إلى مكة المعظمة الموظفين المختصين من قبله لبناء ما تهدم من البيوت ، ولحفر مجارى السيل وتعميقها ، وبناء جدران من الحجارة الكبيرة والمتينة حيث يستدعى البناء ، وقدم للأهالى أموالا طائلة وأشياء لا تحصى وهكذا عجل بإظهار جوده وسماحته.
٥ ـ السيل الخامس من سيول مكة «سيل عمر بن عبد العزيز» حدث هذا السيل فى السنة السابعة والتسعين أو الثامنة والتسعين من الهجرة ، وكان سبب ظهور هذا السيل دعاء عمر بن عبد العزيز ، لأن عمر بن عبد العزيز كان قد غادر الشام بنية الحج متجها إلى الأراضى الحجازية الجالية للغفران.
فاستقبله أشراف مكة وأعيانها وتحدثوا عن الجفاف قائلين : «يا سيدنا إن الحجاز ومكة معرضة للجفاف فى هذه الأيام ، ويخشى من نقص الماء وإن أهل الحرمين فى أشد الاضطراب من هذا الأمر وفى شدة الحزن مما سيصيب الحجاج الكرام من العطش فى موسم الحج هذا العام. وهكذا أجبروا عمر بن عبد العزيز على دعاء الاستسقاء. وفى الحال هم الخليفة بدعاء الاستسقاء بكل ما أوتى من عقيدة قوية وإيمان صادق بناء على الاتفاق الذى تم بينه وبين الوفد المكى ، واشترك فى الدعاء قافلة الحجاج التى صاحبته وكذلك الوفد المكى الذى جاء لاستقباله.
ولحكمة ما انهمرت الأمطار بطريقة لم يسبق لأهالى البلاد الحجازية أن رأوا مثلها من قبل. وجاءت السيول من جميع الجهات وأحاطت مكة المعظمة من