التى تسببت فى ظهوره وقد اشتد هطول المطر حتى ظن الذى كان يراه كأنه ينسكب من أفواه القرب.
وقد بلغ ارتفاع المياه التى تجمعت فى المسجد الحرام خمسة أذرع ، وارتفعت بمقدار ذراع ونصف ذراع من عتبة باب الكعبة المعلى. والماء الذى دخل الحرم بلغ من قوة جريانه أن هدم عمودين كبيرين ، وهوى السقف الذى يحمله العمودان فمات ستون شخصا ممن كانوا تحته.
١٣ ـ وحدث السيل الرابع عشر الذى ألحق بأهل مكة أبلغ الأضرار بعد السيل الثالث عشر بثمانية أعوام. وقد ظهر هذا السيل فى اليوم الثانى والعشرين من شهر ذى الحجة من عام ثمانمائة وعشرة للهجرة فى وقت الظهيرة ، وهدم السدود التى صنعت لتمنع المياه الفائضة من القنوات ومجارى العيون فى وقت ظهور السيول ، وأغرق داخل البلد بالمياه وهجمت المياه بشدة ودخلت فى ساحة الحرم الشريف بشكل مفزع ، وسرعان ما ارتفعت إلى الدرج الخاص بجلوس الخطباء فى المنبر الشريف.
وبلغ الخبر من قبل والى الإمارة إلى مقام السلطنة الذى عين مديرا من قبله لإجراء ما يقتضى إجراءه ؛ وأرسله إلى مكة المعظمة ، وبادر المدير فور وصوله بتعمير السدود الخربة وتشييدها كما عمق قنوات عين زبيدة ومجاريها وجددها.
١٤ ـ من السيول التى أرهقت أهل مكة والمتهم السيل الخامس عشر الذى وقع فى خلال عام ثمانمائة وثمانين ، ولم ير مثيل له لا فى خلال أعوام الجاهلية ولا العصور الإسلامية.
وبالنظر لما ينقله المرحوم الإمام السمهودى فإن السيل المذكور ظهر قبل وصول الحجاج إلى مكة ، وغمر ما بين الجبلين وارتفع إلى أسطح المنازل الكائنة فى ناحية المعلى ، ومن هناك اجتاح بقوة خارقة للعادة ساحة المسجد الحرام وألحق به خسائر جمة.