ولا يعلم إلا الله ـ تعالى ـ عدد ما انهار من البيوت وما حاقت بهم من الخسائر وما فاضت من الأرواح.
وعندما سحبت مياه السيل من المسجد الحرام أخرجت من تحت أنقاض المسجد الحرام جثث مائة وثمانين رجلا ، ولم ير الطاعنون فى السن من أهل مكة سيلا يشبه هذا السيل الخطير.
١٥ ـ من السيول التى جعلت أهل مكة ينتفضون مضطربين : السيل الذى حدث فى اليوم الرابع عشر من شهر ذى القعدة عام ٨٨٧ للهجرة. وكان سيلا عظيما يخلع القلوب رعبا ، وكان وقوعه فجأة فى اليوم المذكور واتجه نحو المسجد الحرام وسرعان ما تسرب إلى بيت الله وارتفع بطول قامة إنسان داخل الكعبة المشرفة ، أما ما ترتب عليه من خسارة فلا يقع تحت الحصر فانهارت الدكاكين فى أرجاء البلد والمدارس والمنازل ، وانهارت بعض أساطين المسجد الحرام ولم تقم صلاة الجمعة فيه.
وما كان فى الإمكان حصر عدد الهالكين تحت ما انهدم من أطراف المسجد الحرام وما بجانبه من الدكاكين والبيوت والمدارس ، إلا أن سبعين جثة أخرجت من المسجد الحرام.
وكتب قاضى مكة الذى كان يتولى منصب القضاء إلى حكام مصر قائلا : «إن هذا السيل الذى وقع هذه المرة كان سيلا مفزعا حقا ، فقد ظلت جدران المسجد الشريف الأربعة مغمورة فى الماء ، وارتفع الماء على امتداد مساحته فى جانبه الأيمن والأيسر إلى سبعة أذرع وربع.
١٦ ـ من السيول التى أحدثت خسائر عظيمة فى مكة المكرمة السيل السابع عشر من تلك السيول العظيمة. ولم نستطع أن نعرف فى أى يوم من أى شهر وقع ، إلا أن المياه قد غمرت الصحارى والسهوب والجبال والأحجار وملأ المسجد الحرام بالطين والحجارة وخربت المياه كثيرا من الدكاكين والبيوت بما