عندما يتبادل الأمراء منصب السلطنة ، وكان يمضى أيامه بإدارة وقف السيدة نفيسة (١) وقد تنازل عن الخلافة للسلطان سليم ودخل تحت حمايته.
وقد أرسل الشريف سيد بركات الذى كان حاكم الحرمين فى ذلك الوقت أبا عن جد ولكنه كان تابعا لملوك مصر الشراكسة ابنه أبا نمى الذى كان فى الثالثة عشرة من عمره إلى مصر ، ومعه المخلفات النبوية المباركة مع مفتاح بيت الله وسلم كل هذه الأشياء إلى السلطان سليم مصدقا بخلافته ومبايعا له ، وقدم له بعض الهدايا الحجازية مباركا بالخلافة وذلك فى سنة ٩١٣.
وقد اشتكى السيد بركات فى الشكوى التى قدمها إلى السلطان سليم من جور وظلم والى جدة الأمير حسين الكردى للأشراف الكرام ، فأكرم السلطان الشريف أبا نمى إكراما بالغا ، وخلع على والده سيد بركات وعليه خلعة غالية الثمن لكل واحد منهما ورد إليهما اعتبارهما ومكانتهما ووقرهما ، ثم أعاده إلى مكة المكرمة وفى اليوم الذى كان سيدخل فيه الشريف أبو نمى إلى مكة زين أهلها الأزقة والأسواق واحتفلوا عظيم الاحتفال ، ولبس السيد بركات وابنه الخلع السلطانية التى أنعم بها السلطان وجلسا فى المقام الحنفى بعد أن طافا بالبيت ، حيث وفد الناس يزفون التهانى وعلى أثر تلقى التهانى استقدم الأمير حسين الكردى وأبلغه الأمر السلطانى بشأنه ، وأركبه زورقا مضى به تجاه السويس ولكنه ألقى به فى البحر وغرق فى مكان يسمى بيت العجين.
لازمة :
إننا لم نستطع أن نحصل على كتاب تاريخ يبين لنا ما قدمه الشريف أبو نمى إلى السلطان سليم بن بايزيد خان من المخلفات المقدسة المباركة : نوعها وعددها إلا أن هذه المقدسات المباركة توجد ضمن الأشياء المباركة الجميلة التى تحتوى عليها حجرة الأمانات الشريفة الفاخرة ، وقد قدم بعض هذه المقدسات المباركة من قبل الأمير المشار إليه ثم حصل على البعض الآخر فيما بعد.
__________________
(١) سواء أكانت المشار إليها أو كانت السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة سكينة فمقابرهن فى مصر. وكانت السيدة زينب والسيدة رقية أختى الإمام الحسين لأبوين ، والسيدة سكينة كانت بنته من رباب بنت امرئ القيس بن عدى الكلبى.