وفى أثناء إنهاء أداء العمرة وصلت إلى ميناء جدة السفن المصرية محملة بالمرتبات الحجازية من الحبوب والصدقات وتحمل كذلك أمرا سلطانيا للأمير سابق الذكر بكيفية توزيع الحبوب وتقسيمها ، وقد تبين عند البحث والتحقيق أن الحبوب المذكورة : ألفا إردب منها لأهالى المدينة المنورة ، وخمسة آلاف أردب منها لسكان مكة المكرمة ، كانت كلها سبعة آلاف أردب من المؤونة والغلال.
الذيل
الأردب كيل خاص بالبلاد العربية ويستوعب ست ويبات ، وعند اللغويين الويبة تساوى ستة أصواع ، والصاع أربعة أمداد والمد يساوى رطلا وثلث رطل. وبناء على هذا التعريف يقتضى أن يعدل الأردب ١٥٣ أوقية و ١٠٠ درهم ؛ إلا أن استخدامات الأردب فى بلاد العرب تختلف فعند المصريين الأردب الواحد يساوى ١٢ ويبة ، والويبة الواحدة (١) تساوى ست كيلات إستانبولية قديمة ، وتعدل الويبة ١٠ أوقيات. وقالوا إن الأردب يساوى ١٢٠ أوقية ، أما الحجازيون فيعتبرون الأردب والأردب ١١ أوقية و ١٠٠ درهم (٢) أما أهل البلاد الأخرى فيختلفون فى تحديد مقدار الأردب اختلافا كبيرا كذلك يكاد أن يكون تقدير مقدار الأسلوب كثير الصعوبة إن لم يكن مستحيلا ونظرا لورود الغلال من مصر يجب اعتبار الأردب ١٢٠ أوقية ، وقد سمع بأن تقى الدين باشا والي الحجاز الأسبق ساوى بين أوزان وأكيال البلاد الحجازية بالأوزان والأكيال التى تستخدم فى جميع البلاد التابعة للسلطة العثمانية ، لكننا نظن أن تعميم هذه القاعدة فى البلاد الحجازية غير قابل للتطبيق.
الغلال الواردة
حتى لا يقع الخطأ فى تقسيم تلك الغلال وتوزيعها اتفق الأمير مصلح الدين مع الأشراف والأعيان على تعداد سكان مكة المكرمة ، واستثنى منهم التجار ومتوسطى الحال والجند فوجد عدد المحتاجين من المسنين والشباب والأطفال
__________________
(١) عرف ابن فضل ـ أحد مؤرخى مصر ـ الويبة الواحدة بأنها ١٤ ربع ، والربع الواحد أربعة أقداح ، والقدح الواحد ٢٣٢ درهم.
(٢) الأردب الآن فى مكة يساوى ١٠٨ أوقية.