عليّ ، من أعظم الدعاوي الكاذبة ، بل أجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في عليّ بخصوصه ، وأنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المرويّة في ذلك من الكذب الموضوع (١) ، انتهى .
أقول : لا يبعد دعوى إجماع أهل العلم بالحديث على نزولها في عليّ عليهالسلام لاستفاضة الحديث بذلك وتواتره كما عرفت ، ولم يرو أحد من أهل العلم بالحديث ما يناقض ذلك ، أقصى ما عن بعضهم في إحدى الروايتين عموم ( الذين آمنوا ) .
قال ابن جرير في تفسيره ـ في الجزء السادس في صفحة ١٦٥ المطبوع بمصر ـ ما لفظه : وأمّا قوله : (وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ هُمْ رَ كِعُونَ) فإنّ أهل التأويل اختلفوا في المعنيّ به :
فقال بعضهم : عني به عليّ بن أبي طالب .
وقال بعضهم : عني به جميع المؤمنين .
ذكر من قال ذلك :
حدّثنا محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنا أحمد بن المفضّل ، قال : حدّثنا أسباط ، عن السدّي ، قال : ثمّ أخبرهم من يتولّاهم فقال : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ هُمْ رَ كِعُونَ ) (٢) هؤلاء جميع المؤمنين ، ولكن عليّ بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه (٣) .
__________________
(١) منهاج السنّة ٧ : ١١ .
(٢) سورة المائدة ٥ : ٥٥ .
(٣) تفسير السدّي الكبير : ٢٣١ .