لتجهيزه ، فأخذت أبكي وخرجت من البيت ، ثمّ خرج السيّد والشيخ وسلّياني وسكّتاني ، فرجعت وجلست عند رأسه أفكّر إلى أن انتصف الليل فالتفتّ إلى أنّه دائماً كان يتمنّى زيارة مولانا الرضا عليه الصلاة والسلام وقد بُذل له الزاد والراحلة ثلاث مرات ـ منها شهران قبل ذلك ـ فأبى; معلّلاً بأ نّي أخاف من أن أموت بعد مجاورة هذه المدّة المديدة في خارج هذا المشهد الشريف بالطريق ، ولم يمض في شيء من المرّات الثلاثة أشهر إلاّ وقد تمرّض بمرض مهلك موجب لليأس منه ، فظننت أنّ ذلك من باطن الرضا عليه السلام ، فقلت في نفسي : إنّك آيس منه الآن فلا عليك أن تنذر أخذه إلى زيارة الرضا عليه السلام إن طاب من هذا المرض.
ثمّ فكّرت مدّة في مفاسد ذلك السفر ومصالحه ومصارفه ولوازمه .. فدفعت المفاسد بذكر قيدين في صيغة النذر :
أحدهما : عدم ورود طهران ، والآخر : عدم قبول شيء من أحد .. وعيّنت للمصارف مائة وستّ ليرات وثلاثاً كانت مودعة عند التاجر ، وهي سهمي وسهم والدتي من دار كان لكلّ منّا ثُلثها ، وكانت مبيعة تلك الأيام بسبب إصرار شريك لنا على البيع ، وعزمت على أنّ المبلغ إن قصر عن مصارفنا أستدين وأبيع كتبي بعد الرجوع وأوفي الدين ، فلمّا أن أجريت صيغة النذر ومضى مقدار غلبني النوم وانتبهت في أواخر الليل فخرجت للوضوء فوجدت زوجتي تبكي ـ وهي واقفة وبيدها شيء ـ فسألتها عن سبب البكاء ، فسمّت بنتاً لي كانت صغيرة وأخبرتني بموتها بلا مقتض .. فتعجبت لأ نّها نامت أوّل الليل وليس بها شيء ، فدنوت منها وأتيت بالضياء فوجدتها ميّـتة ، فجزمت بأنّ الله تعالى فدى الشيخ قدّس سرّه بها ، فضحكت ورجعت وأخذت نبض الشيخ قدّس سرّه بيدي فلم أجد من الحمّى أثراً .. فأصبح وهو بريء من